محمد عصام//
اعتقلت النيابة العامة باستئنافية الجديدة بناء على تعليمات رئيسها الأستاذ “سعيد الزييوتي”، بحر الأسبوع الجاري، مسير مقهى دركي بدوار البحارة، التابع ترابيا لجماعة مولاي عبد الله. وذلك على اثر بلاغ من امرأة تعرضت للابتزاز والنصب من طرف هذا الأخير، بمعية موظف بدائرة الجديدة، تم الانتقال الى عين المكان وضبط عامل الدركي ينهض من جنب الدركي صاحب المقهى وينفذ جريمته، يسطو على المبلغ المالي ويعود الى مقعده جنب الدركي. الشيء الذي زكى الاعتقاد بضلوع هذا الأخير. وأثناء التحقيق معه أسفر البحث على تورط الموظف المذكور، فجرى اعتقاله هو الآخر بعد إحالة الملف على الوكيل الملك لابتدائية الجديدة للاختصاص، وحيث النيابة العامة وحدة لا تتجزأ، فطن الوكيل العام إلى قبة من النصب والرشوة والفساد خلف هذه الحبة، فأعطى تعليماته للبحث الدقيق للكشف عن باقي العناصر المتورطة، خصوصا والنصاب الساقط في المصيدة شوهد جنبا لجنب مع الدركي صاحب المقهى، قبل تسلم المبلغ من المرأة المسنة، فجرى اعتقاله متلبسا من طرف عناصر الفصيلة القضائية بالجديدة وبحضور نائب وكيل العام الأستاذ “محمد الإدريسي منير” فور عودته للجلوس إلى جانب الدركي بالمقهى، متأبطا بالمبلغ المالي المتحصن من عملية النصب والابتزاز لامرأة نحيفة، هَدَّهَا الدهر ولم يرحمها النصاب المذكور وشركاؤه.. والمثير للاستغراب أن هذه المرأة المتعففة رفضت عرضا وصل لــ:50ألف درهم مقابل التنازل، مع العلم أنها شديدة الحاجة وتعيل أبناءها من قيمة ما يجمعه زوجها يوميا من ما هو قابل للبيع من حاويات النفايات..
وعودة للموضوع، لم يغفل الوكيل العام هذه النازلة رغم بساطتها بالمقارنة مع نوازل بمكتبه أكثر خطورة وتحظى بالأولوية، فأعطى تعليماته للإيقاع بالمجرم الأول، وحَمَّلَ الوكيل الملك مسؤولية الإيقاع بباقي المتورطين، هذا الأخير التقط الرسالة واجتهد أكثر فضبط المتورط الثاني موظف بالدائرة المذكورة وجرى اعتقاله..
الوصول إلى تورط الموظف إلى جانب مسير مقهى الدركي واختفاء هاتفه جعل ساكنة الجديدة قاطبة تفطن إلى وجود حام هذه العناصر الناصبة، خصوصا لما عَلِمَتْ أن المضبوط متلبسا ترك هاتفه بالمقهى بجانب الدركي، وأثناء البحث عن هذا الهاتف، لم يتم العثور عليه، اختفاء الهاتف لم ينقص من عزيمة البحث، بل سيحيل التحقيق إلى السعي للإطلاع على مضامين المكالمات الهاتفية بين العناصر الثلاثة (الموظف، والدركي والمسير المجرم الأول صاحب الهاتف الآتي رقمه:0690441934
وسيتساءل المتسائل حول الغاية من نشر رقم الهاتف المومأ إليه، وإن لم يعلم بالغاية من ذلك، فهذه مناسبة ليعلم، أن ذلك بمثابة رسالة توضيحية موجهة إلى القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، قصد البحث والتنقيب بخصوص استخراج المكالمات الهاتفية من والى الدركي لكي لا يتم إفلاته من العقاب الإداري، في حالة ما لم تصل النيابة لغايتها المنشودة نظرا لكون المدة الزمنية للاعتقال لا تتعدى 72ساعة..
إن شبهة الضلوع للدركي، تبقى واردة من منطلق سنة 2017 كان فقير الحال، واضطر للاستعانة بزملائه لسداد نفقة امرأة طلقها، ولم تمض سوى سنتين على التحاقه بسيدي عابد، حيث تنشط مافيا المخدرات بجميع أصنافه برئاسة عضو جماعي بأولاد عيسى، حتى ارتقى إلى مصاف الأغنياء واشتهر بثروة كبيرة ضخها في عدة عقارات