محمد عصام//
يا ليت حزب الاستقلال حافظ على مبادئه القديمة التي بها هزم الاستعمار رغم قوته وجبروته، وحرر البلاد والعباد، فجمع حوله الأمة وسار بها نحو التحرير ثم نحو النهضة والتحديث، إلى أن ضيع المبادئ بواسطة بعض المندسين في “الحلبة” السياسية، الذين أصبحوا توأم مع تحصين مكتسباتهم العائلية وحماية مصالحهم الشخصية، في الوقت الذي كان فيه الحزب المذكور توأم مع النضال والوطنية..
ونسوق في هذا المقام، الاجتهادات الماكرة لقياديين بحزب الاستقلال، حلا بإقليم الجديدة ردحا من الزمن، بعد أن انحدرا من مدينة برشيد، غايتهما وحيدة وموحدة، هي العزف على الوتر وإيهام الساكنة على أنهما شمعة تحترق ليتوهج الدكاليون، والهدف زيادة القوة ماديا وسياسيا، فهما أصحاب المصانع الضخمة والمربحة جدا بالحي الصناعي بالجديدة، وذوي القصور الفخمة والواسعة جدا والمكيفة جدا بجمع أنحاء المملكة، بالإضافة إلى مشاريع أخرى هنا وهناك وهنالك، أما اقتناء الأراضي بالمدار الحضري وجَعْلِهَا منابت للإسمنت ثم الاستثمار فيها فحدث ولا حرج، ناهيك عن اقتناء أراضي من جماعة مولاي عبد الله بطرق ملتوية وبثمن بخس، فتلك فضيحة أخرى ستتطرق لها “لسان الشعب” في مقال لاحق..
وموازاة مع ذلك، فهما الشخصيات البارزة في مكر وخبث السياسة إقليميا مدة لا تعد بالقصيرة، فرأس مالهما السياسي: المناورات الدنيئة والخبيثة، والمؤامرات المضمحلة أخلاقيا، عن طريق شراء أصوات الفقراء الذين يشكلون الغالبية، وشريحة مهمة من الطبقة الوسطى، واستقطاب قلة غنية لضمان مكانتهما على أعلى الهرم إقليميا لامتلاك غالبية الثروة في كل القطاعات..
ولبقاء أحدهما على رأس جماعة مدينة الجديدة وعودته من جديد إلى كرسي المسؤولية إبان الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، هذا الأخير عمل على حبك خطة جهنمية، حيث وضع رفيق دربه في المناورات السياسية، على رأس حزب التجمع الوطني للأحرار بالإقليم، ليصوت كل مستشار جماعي فائز في هذا الحزب لفائدته لعودة امتطاء صهوة الرئاسة.. ومقابل ذلك، سيدعم شريكه لنيل مقعد برلماني باسم رمز “الحمامة”، وليذهب مصير مناضلي حزب الاستقلال المشهود لهم بالحنكة والحصافة والتبصر والمزمع ترشيحهم لقبة البرلمان إلى الجحيم.. المهم هو وصولهما إلى غايتهما المنشودة واقتسام الكعكة المادية والسياسية.. الأمر الذي يمكن وصفه بـ: إفراز وضع غير عادل وغير طبيعي بالمرة، وسط حزب ساهم بحظ وافر في تحرير البلاد والعباد من قبضة المستعمر الغاشم..
إنها خيانة عظمى، وإن لم يكن الأمين العام لحزب الاستقلال يعلم بها، فهذه مناسبة ليعلم، أن البعض من محيطه خائنون للمبادئ الحزبية الموروثة عبر التاريخ، بتخليهم عن النضال الذي من رحمه ولد الحزب، وانجرافهم وراء تيار الفساد وتأثرهم به.. وهذا هو حال القياديان المندسان في الميدان الانتخابي بمدينة الجديدة والمومأ إليهما أعلاه، .. فالساكنة تذوقت أُكْلَتِهِمَا ورمتها لمر مذاقها، فهذا الوضع لا يحتاج إلى الإصلاح والتغيير، بل يحتاج إلى البتر، فلا للمساهمة في الانهيار بالرعونة في السياسة وقصر النظر، فالتشويش على العمل السياسي، يعرقل السير مهما كان جادا وقويا..