محمد عصام//
نؤكد انه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع، فأما أن يكون المواطن مغربي او غير مغربي، وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف والتملص من الواجب ودقت ساعة الوضوح، فأما أن يكون الشخص وطنيا او خائنا.. انتهى مقتطف عاهل البلاد..
إن المتتبع وبإمعان للخطابات الملكية السامية، ليدرك أمرين:
الأول: إحساس الملك بضرورة التغيير واستعجاله، لواقع الإدارة المغربية بكل أنواعها وتجلياتها، وكأنه يدعو إلى سباق الزمن لقطع الطريق على شر قادم..
والثاني:عدم مواكبة الإدارة، من أسفل الهرم إلى أعلاه لهذا الإحساس وهذا المسعى..
وكأن لسان حاله يقول، لماذا أنا أتكلم وأنتم صامتون؟ لماذا أنا واقف وأنتم جالسون؟ لماذا أنا أعمل وأنتم متقاعسون؟ لماذا أنا أعــد شعبي العزيز وأنتم تخونون؟ ألم أقل لكم، أننا هذه المرة جادون ! ألم تستوعبوا الدرس من الجيران؟ أنترك أيضا هذه المرة الحقوق الملصقة بالأوراق يقرأها الشعب ولا يدركها؟ أين الجهات؟ أين وأين وأين؟ وهلما جرا !
وكأنه بالإدارة ضيعت الطريق، بكثرة سيرها بالمنعرجات. لم تعد تدري وجهة المسير. وبخطبه يرشدها إلى الطريق. فهل ستعقل الطريق هذه المرة ولن تعود إلى منعرجاتها من جديد؟
رهانات معلقة على الدستور، رهانات معلقة على سير الإصلاح بكل الإدارات، وكما قيل هذه المرة جد لا هزل..
الشعب ينتظر، يحصي الأيام ويتفرج على المسرحية الثلاثية: ملك، حكومة، معارضة، وينتظر الختام بفارغ الصبر، ليطلع على النتائج. اثنان يعرف أدوارهما والثالث لاعب جديد، ينتظر لذة جدته. أما القديمين، فيتق في واحد باعتباره جزء منه، وجرب الآخر وما عادت تنطلي عليه حيله..