ابن الدار//
إن الدارس المهتم المتتبع لحياة المهن وأعمارهــا، يكاد بالأسلوب التشخيصي المقــارن يصــور المفوض القضائـــي كمهنــة محتلــة، هذا الاحتـلال شبيــه باحتلال اسرائيــل لفلسطيـــن، يجــري الحــوار منــذ سنيـن تحت رعايـة الأمم المتحدة من أجل الاستقلال. الدولـة المحتلــة هي مهنــة المفوض القضائـي، والـدولـة المستعمرة المهيمنـة هـي مهنـة المحاماة، الأمم المتحـدة هي وزارة العـدل. المسؤولين القضائييـن بالمحاكم بمثابــة المبعوثيــن الساميـن للأمـم المتحدة لرعايــة الحـوار بيــن المهنتيــن لإيجـاد الحلـول المناسبــة للخـروج السلمي التدريجـي من الاستعمـار، والاجتماعـات التي تتـم تحت إشـراف الأمم المتحدة – وزارة العدل في أفــق حل الدولتيــن بحــدود معتــرف بهــا تتعايشــان بأمن وأمـان فيما بينهمــا.
وحيث هي الوزارة – الأمم المتحدة تسعى جاهدة عبـر مبعوثيهــا للسـلام بالمحاكم، للتهدئة بين المهنتين – الدولتيـن، في أفــق الحل النهائي وإحلال السـلام بالمحاكم – المنطقــة، ما فتئ الاحتـلال عبـر مخابراتـه – الموسـاد منشغـل بإضعـاف المقاومـة بمهنة المفوض القضائـي – دولة فلسطيــن. تغلغل هذه المـرة عبـر عناصـر تابعــة لـه في الانتخابــات المهنيـة، للتأثيـر في القرارات وتشتيـت الاهتمامات والانشغالات وخلق الصراعات، لمزيـد من إضعـاف المهنـة والتحكـم فيهـا وفرض التبعيــة لها والوصايـة عليهـا وإطالة أمـد احتلالهــا والهيمنـة عليهــا والحيلولــة دون استقلالهـا. الأمم المتحدة – وزارة العدل عبـر المسؤولين القضائيين بالمحاكـم مطالبة بالتدخل واتخاذ التدابيـر اللازمـة لحماية المفوضين القضائييـن – الفلسطنييـن من بطش الاحتلال الإسرائيلـي، والإشراف على الحوار الجدي العادل وإلزام الطرفيـن بـه وإحلال السلام بالمحاكـم – المنطقة.