ذ محمد الهيني محام بهيئة تطوان
من باب التفاعل مع النقاش الدائر في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال ردود الأفعال التي خلفتها حلقة مباشرة معكم مع الزميل الصحفي جامع كلحسن ، أود أن أسجل بعض الملاحظات و أؤكد بعض المبادىء المشكلة القناعة لدينا بكل هدوء ووضوح.
أولا :
أتفهم بعمق الطموح الكبير الذي يعبر عنه جزء من الرأي العام على صفحات الفايسبوك ، و هو طموح يتماهى كليا مع كل أشكال النقد اللادع إزاء بعض سياسات الدولة ، و هي أشكال تحكمها خلفيات متعددة ،قد نتفق معها وقد نختلف، المهم ان بعضها جاء كرد فعل حيال ما وقع من إخفاقات في تدبير الدولة لملفات بعينها و في مقدمتها ملف آهالينا بالريف الذين نشاطرهم كلهم في الترافع السلمي من أجل بناء مجتمع الكرامة من مدخل حقوق الإنسان . و بصوت مرتفع و مرة أخرى نجدد تصريف قناعتنا بضرورة إيجاد تسوية للملف عبر عفو ملكي حكيم على عادته أو من خلال عفو عام ينهي آلام العائلات و يفتح صفحة جديدة
ثانيا :
إن الدفاع عن هيبة المؤسسات لا يعني بأي حال من الأحوال تبخيس الدينامية الجماهيرية التي تناضل بصخب كبير ضد بعض الإنحرافات هنا و هناك ، حيث نعتبر أن الإختلاف في تقدير المواقف حيال قضايا و أسئلة بعينها منطق صحي ما دام لغة التخوين منعدمة .
ثالتا :
كل الأراء المعبر عنها هنا و هناك مقبولة جدا من الناحية الأخلاقية و يزكيها الدستور و مختلف قواعد الشرعة الدولية لحقوق الإنسان من باب حرية الرأي و التعبير السلمي عن الرأي ، و نعتبر قوة الأراء المعبر عنها يكشف حيوية الشعب و يقظته المواطنة ، و لذلك نتفاعل بشكل إيجابي دائما و نقدر حجم انتظارات المواطنين ؛ و هي انتظارات كبيرة بما يجعل النقد كذلك كبيرا انسجاما مع المطالب الحيوية للشعب . و لكل هذا مبدئيا نرحب بكل الأراء و نتفهم بعمق مضامين النقد بكل روح حضارية و بكل حس حقوقي .
رابعا:
نترفع بكل ثقة في النفس و بكل تواضع حقوقي عن بعض الردود المسمومة بتصفية الحسابات و التي تنحو منحى التخوين متجاوزة بشكل فج و غير مقبول حقوقيا و أخلاقيا و فكريا كل أدبيات الحوار ، حيث نعتبر أسطوانة التخوين العدمية هذه متجاوزة و تنم عن حقد غير مبرر . فإذا كان الإختلاف في الرأي لا يغير للود قضية فإن تخوين المختلف و تخوين المؤسسات يعيد النقاش العمومي إلى أزمنة الجمر و الرصاص التي نجح المغرب في تجاوزها بفضل الإرادة الواضحة للدولة و بفضل قناعة المناضلين الشرفاء الغيورين على مصلحة الوطن قبل كل شيء . و نؤكد أن تخوين المختلف تجارة تبور في دهاليز بعض الأنتهازيين الأذكياء الذكاء البرغماتي الذي يحاول تجييش الرأي العام بأدوات البحث عن البطولة عبر المزايدات الشكلانية على الأغيار . و ندعو بعض هؤلاء على قلتهم إلى البحث عن التميز بالفكر و التراكم و التميز لا على أنقاض المختلف الذي يتعرض للتخوين بحثا عن البوز و عن الجيمات لدر أرباح مالية رعناء على أساس تسفيه الغير و تبخيسه و جعله جسرا للربح المادي بدون أدنى مضمون حضاري و أخلاقي و فكري .
خامسا :
إن إيماننا بالمؤسسات و بضرورة المساهمة في تقويتها لا يفسر بانتهازية كما يحاول بعض المندسين في مهن الفضيلة التسويق له عدوانا ، و نحن أدرى بأنفسنا بحيث أتيحت لنا الفرصة لسنوات بالعمل في مهنة تتيح الكثير لمن لا يؤمن بقيم النزاهة و الضمير ، لذلك انتصرنا إلى السلطة القضائية في استقلاليتها و كيانها و كان الثمن غاليا لا لشيء إلا من أجل بناء مغرب العدل و المساواة و الإنصاف و لهذا لا يليق بنا التشكيك لأن ما أتيح لنا لم و لن يتاح لغيرنا و رغم ذلك كانت الرسالة قائمة بيقين ، و إلى الأن ها نحن نواصل رسالة الدفاع عن قوة المؤسسات من أجل دولة الحق و القانون و في مقدمتها مؤسسة القضاء التي هي أساس الملك من مدخل العدل الذي هو أساس الملك و الإستقرار .
سادسا:
نشكر جزيلا كل من يؤمن بخطنا النضالي بمهنية و أخلاق ، راجين أن نساهم من موقعنا المتواضع في تقوية المؤسسات و نشر قيم التفاعل البناء و إشاعة ثقافة التنوير و الإيجابية دون السقوط في مطبات الشعبوية التي تسيء للمضامين الحقوقية و الفكرية و دون المزايدة على الناس من أجل تلميع صورة الذات بنضال الغرورو المجازفة .. و ننحني تقديرا لكل هذا الشعب المغربي الأبي و المكافح .