الضغط احتد بسبب جور بعض قضاة محاكم الجديدة.. فحذار من الانفجار

محمد عصام//

كما هو معروف عند علماء الفلك، فما استقر الكون على حال، هو دائم التغير، هذه سنن لا نعلم الغاية منها بالضبط..

وكما هو معروف عند علماء الاجتماع، فما استقر البشر على حال، فهو بشكل تبعي للكون دائم التغير، يفعل الزمان فيه فعلته، ما استقر به حال على حال، ما يفتأ يطوي المراحل، وما أن يصل نهاية، يتدحرج إلى حضيضها، ليعاود الكرة، ليستمر في الوجود، حتى يقف الكل عن المسير، وتلك لحظة لا نعلم عنها شيئا بالضبط..

البشرية جربت مرارة الاقتتال، وما تزال تتقاتل، وجربت مرارة الجوع، وما تزال تصنعه… وجربت مرارة الظلم والعدوان، ومازالت تظلم وتعتدي… تمر الأيام وتمر السنوات ويفني الجميع، السارق والمسروق، القاتل والمقتول، الظالم والمظلوم، المعتدي والمعتدى عليه، الغاضب والمغضوب… ويرث الخلف من السلف خصاله، ويزيد ولا ينقص ويجتهد ولا يتعض… ولا نعلم لذلك تفسيرا بالضبط..

البشرية تمجد خصال الخير، كلما صادفت في قضاياها قضاة نزهاء يخافون الله، وتفرح وتمرح بالإنصاف… وفي حين غرة يصدر عليها النقيض، بالأحكام القضائية الجائرة والقرارات المجحفة المهيأة سلفا في محفظة القاضي لفائدة سلطة المال والجاه والنفوذ، ويكادا إذا وُضِعا في الميزان تترجح كفة الأحكام والقرارات القضائية الصادرة عن بعض المندسين في الميدان القضائي على كفة الأحكام الصادرة عن العقلاء، ـ(رموز القضاء الجديدي خاصة والوطني عامة)ـ.. وتنتصر أحكام وقرارات المدسوس على أحكام وقرارات العاقل… وهذا لا نعلم له تفسيرا بالضبط.

البشرية بصنيعها السريع هذا، تسير سيرا حثيثا تتغير نحو النهاية، وبما تصنعه تضيق المسافة لتجمع الكل في قرية واحدة، تطوي المسافات بين الجهات الأربع، في ساعات صارت تتقاطع وتقطع، وكانت من قبل سنوات، إنها نحو الصفر، وتلك لحظة لا نعلم شيئا عنها بالضبط.

ولنعد إلى حديثنا.. فقد احتد الضغط وكثر اللغط داخل محاكم الجديدة، لغط آت من جنوب الإقليم، ولغط  آت من شماله، ولغط آت من شرقه، ولغط من غربه، لغط هنا ولغط هناك… لغط داخل الحدود، ولغط خارج الحدود.. الفقراء نفذ صبرهم واشتد فقرهم بسبب المصاريف القضائية الناتج عنها أحكام مجحفة، والأغنياء فحش غناهم وطغوا في الأرض، وفسدوا وأفسدوا، وأسروا العدل وأجبروه على خدمتهم، ليكون لهم ومعهم لا ضدهم، وأضعفوا بذلك أسس الحكم، وازداد الغضب بازدياد الأحكام والقرارات الجائرة وتفشى الفقر وساد الجوع واستفحل الظلم وتنامى الفساد، وإن طال الصمت وعم، فما ذلك بِدَال على الطمأنينة والرضى أو الاستسلام والقبول والخنوع المستمر الدائم، فلا يدوم حال على حال، إنما هو الدلالة على الصمت وجمع النفس، وما أن تنطلق الشرارة حتى يعم الانفجار.. وتستحيل آنئذ العودة إلى نقطة  الانطلاقة ولو تخلى الأغنياء عن غناهم والقضاة عن رشاهم، والمتسلطون عن نفوذهم وفسادهم.. إذن فأين مكامن الخلل بالضبط؟؟

 إنها لحظة تأمل وأمل تسبق الانفجار، وعلى رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية ومن يهمهم أمر تطهير مهنة القضاء من الشوائب التحرك من أجل نزع فتيل قنبلة الظلم قبل الانفجار، وهذه صيحة إنذار، فلا تنتظروا حتى يعم الطوفان لتقولوا آمنا.

ويشار، إلى أن فضح كل محسوب على جهاز القضاء خطأ، مجرد غيرة ليس إلا، على هذه المهنة، التي أقف إجلالا واحتراما لها ولأهلها الشرفاء، المناضلين، الذين تعلمنا منهم الكثير، بل كانوا لنا نبراسا أضأنا به طريقنا نحو التصدي للفساد والمفسدين مهما علا شأنهم، بل تعلمنا منهم الشجاعة والجرأة في الدفاع عن حقوق المظلومين مهما كلفنا ذلك من ثمن..

فأكيد أن هذا “المقال الصحفي” الصادر من أعماق قلب كاتبه “محمد عصام”، سيروق كل راغب في تطهير المهنة من الشوائب، سيما منهم من عاصرناهم وصاحبنا ملفاتهم وتابعنا أحكامهم وقراراتهم في إطار التغطية الإعلامية لمدة تزيد عن 18سنة بمحاكم المملكة عامة ومحاكم الجديدة خاصة.. وحتى لا أطيل عليكم عزيزي القارئ، وتضامنا وانسجاما مع مواقف مناضلي المهنة، أَصْدَح وسأبقى أصدح بطريقة أو بأخرى، بفضائح المحسوبين على هيأة القضاء إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. وهذا هو فحوى كلامي بالضبط..

اقرأ السابق

شطب الحوثيين من قائمة الارهاب

اقرأ التالي

الولايات المتحدة تؤكد السيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *