المغرب والمغاربة أكبر بكثير من مغالطات أعداء الوطن

• د. عبد العزيز بنار ، كاتب وناقد مغربي

المغرب تغير كثيرا ،والتقطت كل الدول الإشارات الحيوية والعميقة التي سرت في مؤسساته الاقتصادية والاجتماعية والدستورية والأمنية. إننا أمام مغرب آخر ومختلف ،مغرب تعززت فيه حدود السيادة وتعمق فيه الشعور بالوطنية ،واتسعت فيه دائرة الاستقرار أداء وتجربة وحياة. صار المغرب محط إعجاب العالم وتوطدت علاقاته مع دول أخرى ، فترددت على زيارته شخصيات ورموز دينية وسياسية واقتصادية بارزة ،حملت رسائل تقدير حقيقية عن المغرب الجديد ،وكلنا نتذكر شهادة البابا فرنسيس عندما خصه جلالة محمد السادس باستقبال خاص بمطار الرباط سلا سنة 2019 ، نسترجع تفاصيل ذلك الاستقبال الذي كان محفوفا بإثارة قضايا لها علاقة بالتسامح والحوار بين الأديان ، وجعل العالم وكل الفاعلين في مجال الحياة المختلفة يؤكدون أن المغرب كان ومازال قبلة للتسامح والتعايش والسلمية والتاريخ الراسخ في الأصالة والأمن والتماسك والبنيان المرصوص .
أشاد البابا حينها بإحساس المغاربة الواضح بالأمن وسهر كل مؤسسات المجتمع المغربي على الرقي بالمناخ الروحي والحوار بين الديانات والمعتقدات ،وقد تناقلت وسائل الإعلام شهادته الصادقة كما وردت على لسانه ولسان المرافقين له:” المغرب كان وسيبقى بلد الأمن والاستقرار تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس الذي كان دوما رمزا لأمير المؤمنين بكل الأديان والمعتقدات”.
ترسخ الجانب المشرق للمغرب بجهود متكاملة ومتواصلة لرجالات خبروا الحياة وأحبوا الوطن ووضعوا خبراتهم رهن إشارة وطن لا يمكن أن نستهتر بسيادته ونتخلف عن الدفاع عن وحدته ورموزه، أو نسمح لأعدائه وعصابات خارجية باستغلال صوره وذاكرته وجهوده وأحلام مواطنيه منذ سنوات الاستقلال التي شهدت أوراش الإصلاح الكبرى التي دشنها المغفور له الحسن الثاني وواصلها جلالة الملك محمد السادس إلى يومنا هذا.
لقد كانت استراتيجية الدولة واضحة جدا في تحديث عمل المؤسسة الأمنية، وتزايد الأثر الإيجابي لرجال ونساء الأمن بقيادة المدير العام عبد اللطيف الحموشي ،فغدت المؤسسة الأمنية رافعة لحداثة المجتمع وحماية المواطنين ووجها حيويا للمغرب إقليميا ودوليا.
فعلا تغيرت مكانة المغرب سياسيا وأمنيا واقتصاديا وقدمت المؤسسة الأمنية خدمات جليلة لوطن يزداد الإيمان بجذوره وحاضره ومستقبله بوجود رجالات وطنيين صانوا البلاد والحياة الطبيعية من تهديدات خارجية وجرائم صدها رجال الأمن والجيش بأداء استباقي سد على أعداء الوطن أي محاولة للمس بأمنه الداخلي ،أداء حافظ على وجه المدن المغربية وصورها على امتداد أراضي المملكة من شمالها إلى الصحراء المغربية. إن انفتاح المملكة على كل التحولات الإقليمية والتنبه لتجربة الأمن المغربي المتقدمة في مجال التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجال الأمن جنبت دولا صديقة جراحا وخسارات كبيرة،وجعلت المؤسسة الأمنية محط إعجاب المواطنين وإشادة من دول أخرى وعززت مكانة المغرب أوروبيا وإفريقيا، لا من حيث الإمكانات البشرية واللوجيستيكية ولامن حيث الحكامة الجيدة واليقظة المبكرة التي كشفت المؤامرات المغرضة أو قادت إلى تفكيك الخلايا التي تنشط في مختلف الجرائم أو تتجاوزها لاستهداف سيادة الوطن وشخصيات ورموز وطنية .كما تنبهت المؤسسة الأمنية بخبراتها التقنية الدقيقة إلى وسائل التزوير والافتراء التي سخرتها هذه الخلايا التي لا تقل سوءا عما تلوكه حناجر خونة أعداء الوحدة الترابية وتروجه وسائل إعلام معروفة بإساءتها للمغرب.
المغرب مغربنا وكل المرايا والإرادات الصادقة تعكس صورته المشرقة في العالم وفي قلب إفريقيا من خلال طبيعة المشاريع الاقتصادية الكبرى والمبادرات الإنسانية ،كدعم لبنان بعد انفجار ميناء بيروت، وإرسال مساعدات للسودان بعد الفيضان الذي شهدته البلاد ومساعدات طبية لأكثر من خمس عشرة دولة لمواجهة جائحة كورونا… كل هذه المبادرات أكدت وفاء المغرب وحرصه على تمثين علاقاته مع دول شقيقة ، وقد توسع ورش الإصلاح بدعم مشاريع المقاولات الصغرى والمتوسطة وبتوقيع اتفاقيات شراكة في مجال الصيد البحري والسياحة والصناعة والأمن والصحة والتجارة ،وبيقظة المغرب في مجابهة وباء كورونا منذ تأسيس جلالة الملك لصندوق مكافحة الجائحة وصولا إلى إعطاء أوامره بتحرير معبر الكركارات وطرد عصابات البوليزاريو من الصحراء المغربية وقد تعزز موقف المغرب الحكيم والسلمي بدعم دولي توج بفتح قنصليات دول كثيرة داعمة لموقف المملكة الصحيح بالصحراء المغربية .
ولعل كل أوراش الإصلاح والتحديث التي سلكها المغرب قد جعلته محط تقدير العالم ، وعبرت العديد من الدول عن هذا التقدير بوفاء وتكريم لرموزه وكان ذلك مظهرا من مظاهر المغرب الحاضر بمكانته المشرفة في المجتمع الدولي .ومغربنا المشرق كان دائما مشدودا إلى إخلاص مواطنيه وإرادات فاعلين آمنوا بوطنهم ، مشدودا إلى المؤسسة الأمنية بمختلف فروعها للمحافظة على النظام العام ومصالح المواطنين بأبعاد إنسانية جديدة وحس استباقي وحضور أمني مكثف تقويه الكفاءات والخبرات واليقظة ومساهمة رجال ونساء الأمن في تخليق الحياة وترسيخ التلاحم بين المواطنين والمؤسسة الملكية بأبعادها الدينية والتاريخية والدستورية ،
لقد أصبح المواطنون أمام مؤسسة أمنية جديدة يقودها رجال أمن بكفاءات وأخلاق ومستويات أداء عالية، إقليميا وجهويا، مؤسسة أمنية حاضرة في محيط المؤسسات التعليمية وفي نقط المراقبة عند مداخل المدن على امتداد شهور من إعلان حالة الطوارئ بعد ظهور أول حالة إصابة بكورونا منتصف مارس من 2020 ، وعبر استراتيجية وطنية متقدمة انتهجتها المؤسسة الأمنية الجديدة تراجعت نسبة الجريمة والهجرة السرية والاتجار في المخدرات كما هو حال إقليم مدينة الجديدة ومدن أخرى بالجنوب والشمال والشرق…أمام هذه الإنجازات المتقدمة، التي قادها جلالة الملك محمد السادس وعنايته السامية بالمؤسسة الأمنية التي يقودها رجل مختلف ونادر السيد عبد اللطيف الحموشي وولاة الأمن والحكومة والأحزاب الوطنية وهيئات المجتمع المدني تحقق بناء ذلك المناخ الجديد الذي تطلع إليه المغاربة فازدهرت معه الحياة على كافة الأصعدة ،في مقابل ذلك تزايد أعداء الوطن وحساد استقراره،وبدا من واجبنا أن نردد بصوت جماعي “رد بالك هادي بلادك راك محسود عليها …لبلاد أمانة عليك …”.
فعلا الوطن أمانة وليست صفقة للمتاجرة والمزايدة وخدمة مصالح خارجية بأساليب وأكاذيب مفبركة ينسجها الخونة رجالا كانوا أم نساء ،الوطن انتماء وإحساس كامل بجذوره الممتدة في شريان كل مواطن ، إحساس يواكب الاستقرار والأمن والتلاحم الذي يربط الملك بشعبه والشعب بذاكرته وحاضره ومستقبله ويعزز ثقة المواطنين بموسسات الوطن ويدفعهم إلى الشعور بما قاله الخبير الأمني محمد أكضيض : “نحن سعداء بهذا التحول في عمل رجال الأمن من رجال هذا الوطن”
بصدق الأحداث المتفرقة في الصحف التي تستهدف المغرب في الآونة الأخيرة ليست بريئة ، وما يروج اليوم يثبت الصورة النهاية لما كان يطمح إليه البعض من أفراد خارجين بوجه مكشوف عن اللياقة والمسؤولية ، لكنها طموحات تدفع إلى التساؤل حول ربط حبال الكذب والمزايدات بالمحاولات المتكررة التي اختارها أعداء الوطن لضرب استقرار المغرب و التقليل من الجهود الحكيمة والسلمية للمغاربة في الدفاع عن الوحدة الترابية في هذه المرحلة . إن هذه الطموحات المحدودة تكشف الجزء الملعون والمظلم لأولئك الذين يهاجمون المغرب بخرجاتهم المقيتة للإساءة لصورة المغاربة والمواطنين ورجال حقيقيين ورموز تواصل صون المصالح العليا للمغرب و الحفاظ على أمن المغاربة . بعبارة ضرورية كل القوانين والتحليلات والتكهنات والحقائق تجلي الغايات الخفية والواضحة التي تحرك كل أعداء الوطن الذين يوجدون خارجه ، الذين تتعارض مزاعمهم مع حقيقتهم ، الذين دفعتهم قلة وطنيتهم إلى الارتماء في أحضان أفراد غير وطنيين على الإطلاق ، أفراد عُرِفوا بإطلاق النار والاتهامات في كل الاتجاهات ، وهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق راجح ولا وطن عزيز يواصل تعزيز مكانته الإقليمية والدولية بكفاءات وطنية عالية تصون استقراره وإنجازاته في كل المجالات.

اقرأ السابق

زغاريد.. تكشف الوجه الحقيقي للضحية المزعومة

اقرأ التالي

مستثمر مغربي يطالب المجلس الأعلى للسلطة القضائية بالتدخل لمحاسبة بعض قضاة استئنافية الجديدة  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *