رمز النضال بالزمامرة يرحل الى مثواه الأخير ومناقبه ستظل موشومة في الذاكرة

 بقلم الحسين الهواشبي

مدينة الزمامرة تودع الى الابد هرما سياسيا وتربويا من العيار الثقيل
فقدت الساحة السياسية والتربوية بمدينة الزمامرة خاصة واقليم دكالة عامة احد رموز النضال والصمود لسنوات طويلة.
من منا لا يعرف او يسمع عن سي مسعود ابو زيد ذاك الرجل الكاريزمائي ؛ الذي قهر لعقود خلت السيلان الجارف لاصحاب المال والجاه والنفوذحتى جعلهم في مناسبات عديدة بمثابة جحافل تجتر مرارة الاندحار والانبطاح امام حنكته وصرامته في الدفاع عن الحق وذوي الحقوق.
ولم تزده سنوات الرصاص واجهزة القمع وخلوة السجن الا صلابة و شحنات ايجابية لمواصلة السير على درب النضال السياسي ونصرة الطبقة الكادحة.
من منا لا يتذكر اواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي عندما كان المنتمي او المتعاطف مع حزب الاتحاد الاشتراكي بمثابة معاد للملة والدين.في قلب تلك السنوات العصيبة ووسط اكوام المتاريس وزنزانات السجون تفتقت عبقرية شاب يدعى مسعود ابو زيد سيشهد له الزمن والتاريخ بباع كبير وطويل في النضال السياسي وتبني هموم المواطنين قاطعا مع عهد الموالاة وتسخير المال والجاه والنفود لاستقطاب علية القوم والطبقة الفقيرةعلى حد سواء ،ليؤسس الى جانب ثلة من المناضلين والغيورين على مدينة الزمامرة لعهد جديد تسوده الديمقراطية والاحتكام الى صناديق الاقتراع ، جعل مدينة الزمامرة منذ عقود تعيش صراعا سياسيا بين الاحزاب للظفر بزمام تسيير الشان المحلي .والتاسيس لمعارضة قوية خدمت اجندة الشان المحلي واعادت في كثير من الاحيان قطارالتسيير والتذبير الى سكته الصحيحة .
لا مراء في ان مقر حزب الاتحاد الاشتراكي بحي البلوك لايزال يحتفظ بصدى المداخلات والعروض القوية والقرارات الحاسمة للسي مسعود والتي خدمت الصالح العام للمدينة ولساكنيها.والتي كانت تنزل كالصاعقة على المفسدين وناهبي المال العام ومفبركي الاستحقاقات الانتخابية.
وحتى الدواوير المتاخمة للمدينة كمرس الحجر والمناقرة والعثامنة واولاد بن الشاوي وغيرها كلها نهلت من المعين الفياض لهذا الرجل فاكتسبت الابجديات الاولى لفعل وفن السياسة،وخطاب التواصل العلمي ومنهجيات الحوار والاقناع في سبيل خدمة المصلحة العامة،والارتقاء باوضاع ساكنة البلدة.
فلا احد منا ،وحتى المعارضين والمناوئين لسياسته يمكنهم ان ينكروا اويجحدواوالتاريخ يشهد ان سي مسعود بعلاقاته المثينة وخبراته المتراكمة يعود له الفضل في تحقيق واجراة العديد من المشاريع التنموية بالمدينة بافكاره الثاقبة وبعد نظره لترفل وتنعم اليوم بنهضة اقتصادية واجتماعية.من ابداع رجل نذر وقته وماله وحياته لخدمة مدينته التي عشقها حتى النخاع .
اليوم ونحن لازلنا نعيش على وقع الحزن والالم لفقدان اب روحي اسكنه الله فسيح جناته.غادرنا الى الابد وفي قرارة نفسه وعمق خوالجه هموم ابناء بلدته .يحق لنا ان نتقاسم معكم مجموعة من التساؤلات؛ هل يمكن ان تنجب الساحة السياسية والاجتماعية للزمامرة رجلا من طينة سي مسعود؟ اعتقد انه حتى وان اجتمعت كل الاطياف السياسية فهي لن تعوض.بل ولن تجود بسخاء وعطاء هذا الرجل الذي حارب طول حياته الفساد والمفسدين .
دعواتنا له بالرحمة والمغفرة ولترقد روحه امنة مطمئنة على ما اسداه من جليل الاعمال والتي ستدون بمداد الفخر على بيت كل مواطن من سكان الزمامرة.
وكعربون محبة وتقدير لهذا الرجل اقترح اقامة نصب تذكاري له في الساحة الكبرى لمدينة الزمامرة .واعتقد ان حتى معارضيه قد تحظى هذه الفكرة بترحيبهم لانهم هم الاخرون استفاذوا وتعلموا من نضالاته واسلوبه في التذبير والتسيير والاقناع والتواصل .

.

اقرأ السابق

درك سيدي بوزيد يتصدر قائمة التصدي للإجرام بجميع أصنافه

اقرأ التالي

ضعف العدل يهدد نظام الحكم.. وبعض قضــاة الجديــدة خونــة ثقــة الملــك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *