لسان الشعب//
تناولت جريدة “لسان الشعب” ملف فاجعة حادثة وفاة عامل المناولة بمعمل الحليب في مقال نشرته بتاريخ 22يونيو 2020. هذا الحادث المفجع أثار فضول “جريدة لسان الشعب” التي عودت قرائها الكرام على الصدح بالحق، وفضح ملفات الفساد وتعرية سواة المفسدين مهما كلفها ذلك من تضحيات.
كانت هذه الفاجعة بمثابة النقطة التي افاضت الكأس، و الشجرة التي تخفي ورائها غابة من ملفات الفساد، و الفضائح والتجاوزات، ابطالها ثخمت بطونهم بالمال الحرام، وتفننوا في توزيع الأدوار، واقتسام الغنائم، وغسيل وسخ الدنيا على شاكلة مافيا “لاكامورا” ولو على حساب عرق شريحة عريضة من العمال، رائحة فسادهم ازكمت الانوف، ومظاهر الغنى الفاحش اصبح حديث القاصي والداني.
تعد “لسان الشعب” قرائها الأعزاء بنشر غسيل فضائح ما يجري وراء أسوار معمل الحليب بالجديدة عبر سلسلة من ثمان حلقات.
معاول الفساد تهدد تعافي” سنطرال دانون” من آثار المقاطعة
استطاعت شركة “سنطرال دانون” أن تستعيد عافيتها تدريجيا من آثار المقاطعة، بفضل سياسة الانفتاح والاستماع إلى رغبات الزبناء ومتطلباتهم، عبر سلسلة من اللقاءات التشاورية لكبار المسؤولين، نجحت من خلالها “سنطرال دانون” أن تحقق نموا ملحوظا في الأرباح، وتستعيد حصتها في السوق المحلية، مدشنة بذلك خارطة طريق اتخذت معيار المصالحة مع الزبناء إحدى ركائزها الأساسية ،فحققت بفضل هذه السياسة نتائج إيجابية على مستوى التعافي، ومحو آثار المقاطعة التي كادت أن تعصف باقتصاد تضامني يتأسس على تجميع الحليب لأكثر من 120 ألف فلاح، منضوين في 1800 تعاونية فلاحية عبر مختلف مناطق المغرب.
هذا وابانت “سنطرال دانون” على علو كعبها كشركة مواطنة اصطفت ضمن الصفوف الأمامية في مواجهة آثار جائحة كوفيد-19،من خلال مساهمتها بمبلغ 10 مليون درهم لفائدة صندوق تدبير ومواجهة جائحة كورونا ،الذي أنشأه جلالة الملك محمد السادس نصره الله ،إضافة إلى مساهمات اجتماعية تمثلت في توزيع آلاف القفف الغذائية ومنتوجاته على الأسر المتضرر من آثار الجائحة.
هذه المكاسب التي لاننثر من ورائها الورود على هذه المؤسسة، بقدر ما نكشف صدقيتها كحقيقة، يقابلها إصرار عنيد ، وسباق خارج السياق لثلة من الفاسدين داخل اسوار معمل الحليب بالجديدة فضلوا الاصطياد في المياه العكرة ، مستغلين ظروف هذه الجائحة، لفرض سياسة ملىء الجيوب ،ونهج أسلوب تحقيق المنافع الشخصية، و المتاجرة في مآسي ومعاناة العمال بشكل انتهازي متجرد عن كل القيم الإنسانية.
“نيرون” معمل الحليب بالجديدة وشبيحته يسبحون عكس التيار
نجح المسؤول عن الموارد البشرية بمعمل الحليب بالجديدة خلال مدة ثمان سنوات التي قضاها داخل قلعته ان يتحكم في كل كبيرة وصغيرة، وجيش لتحقيق مخططاته المشبوهة ثلة من أبناء جلدته لضمان فروض الطاعة والولاء، وشرذمة من الانتهازيين ولاعقي الأحذية، تجمعهم أهداف مشتركة، ومصالح شخصية، ومشاريع عقارية وتجارية مواردها مضمونة من البقرة الحلوب.
“نيرون” معمل الحليب بالجديدة ،له باع طويل في المكر والخداع، وقدرات هائلة في مجال تسميم الأجواء واحتقانها ،وسجل فساده يشهد على ذلك منذ أن تحمل مسؤولية تدبير الموارد البشرية بكل من معامل سلا ومكناس، التي عاشت إبان عهده على صفيح ساخن من احتجاجات ووقفات تنديدية من طرف العمال.
نفس الأساليب الاحتيالية، و المخططات الماكرة لازالت هي اللغة التي يتفنن فيها هذا “النيرون” ، فيكفي ان نستحضر أجواء الاحتقانات التي عاشها هذا المصنع جراء جبروت هذا الأخير وسوء تدبيره، والتي ولدت ردود فعل احتجاحية، خصصت لها اجتماعات تشاورية مع كبار مسؤولي السلطات الإقليمية لتهدئة الأوضاع، واستعادة السلم الإجتماعي داخل هذه المؤسسة الإنتاجية، ووصلت صداها كذلك إلى كبار مسؤولي الشركة دون اتخاذ اي شيء يذكر في حق هذه التجاوزات، وكأن طلاسم هذا “النيرون” أخرصت الأفواه ، واعمت البصائر، و اصمت الاذان.
لم تشفع حالة الطوارئ الصحية التي مرت منها البلاد في تورع هذا الأخير، وتغليب الحس الإنساني، بل كانت مناسبة لاتعوض لاغتنام الفرص بمعية زبانيته ،للاستمرار في نهج أسلوب الابتزاز والانتفاع، و نستحضر هنا على سبيل المثال لا الحصر، ما تم رصده من خروقات و تجاوزات في الاقصاءات غير المعللة لملفات طبية تثبت أحقية الوضعية الصحية لأصحابها ، قصد إعفائهم من مزاولة العمل في ظروف هذه الجائحة، في حين تم قبول ملفات المحضوضين ودافعي الجزية، وأصحاب “باك صاحبي”، إضافة إلى تجييش زبانيته واذنابه لبسط سياسة الأمر الواقع، ومساومة المستهدفين لارغامهم على المغادرة مقابل سقف مالي يتم تحديده مسبقا، أو يتم طرده بطرق ماكرة، وبتهم واباطيل جاهزة.
اما المحضوضون والمقربون ،ودافعوا الجزية، فإن فبركة ملفات المغادرة، تتم بسرعة البرق وبمبالغ مالية جد سمينة، كما هو الشأن بالنسبة لزوجة احد شبيحة “نيرون” المعمل، التي استفادت من تعويضات بالملايين.
هذا غيض من فيض، وتعد “لسان الشعب” قرائها الأعزاء بتخصيص حلقة ثانية تفضح من خلالها “نيرون” معمل الحليب بالجديدة وتعري سواة شبيحته ، وتكشف المستور عن ممتلكاتهم المتحصل عليها بواسطة الأموال الوسخة ،وفضح طرق غسلها وتبييضها في مشاريع عقارية ومقاهي ومحلات تجارية أصبحت حديث الشارع.
فهل مسؤولي الشركة يعلمون مايجري داخل أسوار هذه القلعة، أم أن اقتسام الكعكة سيفضح رؤوسا كبيرة توفر الحماية وتغض الطرف؟