لسان الشعب//
لم تنج من استفحال ظاهرة البناء الرشوائي” عفوا “العشوائي” حتى القرى، فقيادة منطقة أولاد فرج أينما حللت تجد البناء العشوائي، والزائر للمنطقة المذكورة يشد انتباهه تسلل الأبنية العشوائية، ومنها من تجاوزت الطابق الأرضي، فهو أمر غير مألوف بالقرى..
وإذا جالست المواطنين وسمعت حديثهم في موضوع يهم البناء العشوائي الذي ظهر أول أمس بدوار أولاد عبد الله بجماعة أولاد افرج، تجد جوابا وحيدا وموحدًا “الفلوس دير الطريق في البحر”، وإذا رضى عنك المخزن وصم أدانه وأغمض عينه عن خرقك للقانون، ففعل ما شئت.. وحسب مصادر علمية، فرجال السلطة بقيادة أولاد افرج يناورون ويتحايلون على أمخاخ وعقول بعض السُدَّج من منطقة أولاد افرج، ففور ضبط مخالفة ما تتعلق بالبناء العشوائي، يحج القائد ومعه الشيخ والمقدم إلى عين المكان موضوع البناء غير المرخص، ويحرر محضر مخالفة في المهد، وما هي إلا ساعات معدودة، حتى يعود المقدم أو الشيخ عند أصحاب المخالفة ويقول لهم إن أردتم أن تتموا بناءكم فعليكم الدفع مقابل عشوائية البناء، فالقائد مستعد لغض طرف عن ذلك، مقابل “تهلى فيه”.. فتُقضى الحاجة ويشرع المخالفة في البناء في اليوم الموالي من تاريخ زيارة القائد وحشيته مكان البناء العشوائي.
وذكرت مصادر ذاتها، إن عددا من المتضررين من البناء العشوائي يعيدون الكَرَّة لإخبار القائد إن البناء موضوع الهدم وقت زيارتكم البارحة، قد عاد إلى الواجهة وفي واضحة النهارز فيكون جواب القائد، قمنا بإنجاز محضر المخالفة و”لبغا يبني يبني” فالأمر اصبح من اختصاص المحكمة..
ودون شك فبعض رجال السلطة ومن يدور في فلكهم يحتفلون بين الفينة والأخرى بأعياد التخاذل والمكر الذي عاش مرارتها المواطنون المغاربة في عهد الاستعمار على يد إخوانهم القواد، وفي عهد الاستقلال على يد بني جلدتهم من الذين لم يقيموا لحقوق الإنسان وزنا واعتبارا..
ولما هبت رياح التغير والإنصاف والحق والعدل من الخارج ساير الوطن مجرى التيار، تراجع بعض رجال السلطة منهم، وثاب منهم من ثاب، وأجبر منهم على التوبة من أجبر، ومن الطرائف أن احدهم رفض التوبة وغضب فانتحر..
كل مرة يكشف الزمن عن منافقين ادعوا التوبة، فكانت منهم نفاقا لا إيمانا، إذ يعتبرون كلما سنحت لهم الفرصة عن التخاذل والمكر المتجذر في نفوسهم وحب النفس، وكرب الخليقة..