لسان الشعب//
تجارة محظورة وتجار بلا ضمير
قيل قديما “عند الامتحان يعز المرء أو يهان” ولكن تجار السوق السوداء لمختلف وسائل الغش الإلكترونية لايؤمنون بتاتا بهذه الحكمة ولسان حالهم يقول “تسلح بمعداتنا الإلكترونية ونجاحك مضمون بدون تعب” وغرضهم في ذلك هو تحقيق الربح ولاشيء سوى الربح.
هذا وعلى الرغم من حالة الطوارئ الصحية التي تمر منها بلادنا تعيش سوق المتاجرة في وسائل الغش الإلكترونية رواجا ملفتا مع الدعاية لاحدث المنتوجات التدليسية المعروضة على سبيل البيع اوالكراء للبيع والتي يروجها تجار تجردوا من كل القيم الاخلاقية وأصبح همهم الوحيد هو تحقيق المكاسب المالية ولو على حساب تدمير المجتمع عن طريق صنع جيل من المهندسين المزيفين والاطباء المغشوشين والاطر المنتحلة والتي سيعول عليها المجتمع في حمل مشعل التقدم والرقي والتنمية المنشودة.
رواج تجاري وعروض مغرية
تتميز سوق المتاجرة في وسائل الغش الإلكترونية بعروض مغرية لآخر الصيحات من مختلف الأجهزة المعروضة للراغبين في اجتياز الامتحانات بدون عناء أو اجتهاد يكفي فقط اقتناء نظارات إلكترونية شبيهة بالنظارات الطبية العادية غير أنها مزودة بجهاز كاميرا صغير وسماعتين لصيقتين على مستوى الاذنين تمكن الغشاشين من ربط الاتصال بمن يزودهم بالاجوبة الصحيحة للامتحان أو اقتناء عدسات توضع على مستوى الاذنين بشكل خفي وتشتغل بتقنية البلوثوث لاستقبال الأجوبة إضافة إلى أجهزة أخرى من قبيل الساعات اليدوية الذكية والمسطرات الإلكترونية المجهزة بتقنيات عالية لتسهيل عملية استقبال الأجوبة دون إثارة انتباه حراس فضاء الامتحانات.
هذه الأجهزة الإلكترونية يقف وراء ترويجها تجار محترفون في عالم أجهزة الغش يعرضونها على زبنائهم بأثمنة باهضة وأحيانا عن طريق سماسرة متخصصين في عملية إيصال البضائع بعد سداد ثمنها نقدا كما أنهم تفننوا في تقنيات الترويج لها بواسطة اعلانات محفزة من حيث الجودة والفعالية ونفاذ المخزون وذلك لاقناع زبناء عالم الغش بالسرعة لاقتنائها مهما كانت كلفتها المالية.
تجارة محظورة ولعبة القط والفأر
مع تنامي هذه التجارة المحظورة داخل اوساط عالم التلاميذ والطلبة تعالت أصوات المهتمين بخطورتها وتداعياتها الاجتماعية الخطيرة حيث إن شبكات ترويج هذه البضائع شكلت امتدادات بادرت على اثرها المديرية العامة للأمن الوطني إلى رصد وتعقب هذه الشبكات وشنت بذلك حملات استباقية لمحاربة هذه الافة الخطيرة.
وفي هذا الصدد أفاد بلاغ صادر عن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأكادير بحر هذا الأسبوع من توقيف شخص يبلغ من العمر 25سنة يشتبه في ترويجه لأجهزة إلكترونية جد متطورة بغرض استعمالها في عمليات الغش في الامتحانات.
وأوضح ذات المصدر أن عمليات التفتيش التي قامت بها السلطات الأمنية داخل المحل التجاري للمشتبه به مكنت من حجز مجموعة من الأجهزة الإلكترونية المتطورة عبارة عن 101سماعة لاسلكية و164 جهاز إرسال معزز بتقنيات عالية وبطاريات وشرائح لهواتف نقالة وحجز طائرتين “درون” تسير عن بعد.
هذا وقد تم اخضاع المشتبه به تحت تدابير الحراسة النظرية بتنسيق مع النيابة العامة المختصة لتعميق البحث حول مصادر هذه المحجوزات وامتداداتها.
الغش في الامتحانات فعل يجرمه القانون
لقد اعتبر المشرع المغربي الغش في الامتحانات فعل يجرمه القانون رقم02/13 الصادر بتاريخ 25غشت 2016 حيث إن استعمال وثائق مزورة للمشاركة في الامتحان وتعويض المترشح المعني باجتياز الامتحان بغيره يرتب مرتكبه عقوبة حبسية تبتدأ من شهر إلى سنة وغرامة مالية تترواح بين 5000 و10000 درهم.
كما أن تسريب مواضيع الامتحان للغير قبل إجراء الامتحان أو المساعدة في الإجابة عنها يرتب على مرتكبها عقوبة حبسية تبتدا من ثلاثة أشهر إلى سنتين وغرامة من 1000 إلى 20000 درهم وغرامة من 2000درهم إلى 5000 درهم في حالة تبادل المعلومات بين المرشحين أو حيازة اواستعمال الآلات الإلكترونية وكل اللوازم غير الرخص بها داخل قاعات الامتحان.