محمد عصام//
يعيش القاطنون بمركز أولاد أفرج بتجزءات سكنية منظمة تتوسط المركز لا تتجاوز العشرة، لكن محاطة بحزام من الأبنية العشوائية يغلب عليها القصدير والبراريك. هذه الشريحة المهمة من السكان بتعداد الآلاف، رجالا ونساء وأطفالا تعاني التهميش والإقصاء والإهمال. فمنذ سنوات وحالة الطرق مبعثرة، انضاف إليها غياب المرافق المساعدة على الاستقرار، وعلى رأسها فضاء عمومي ثقافي ورياضي واستجمامي.النساء والأطفال لا يجدون المتنفس ليخرجوا إليه، كلما ملوا المكوث بالبيت وضاق صدرهم من الحيطان. فلا وجود لحديقة عمومية مؤهلة لتستضيف يوميا النساء بأطفالهن لقضاء ساعات لعبا وترفيها، وتستضيف الشباب لممارسة الرياضة المفضلة والمطالعة، والشيوخ والمتقدمون في السن للقاء أقرانهم وتجاذب أطراف الحكي والحديث – وفيه الكثير من الحكم تنير الطريق للشباب التائه- ولم لا ممارسة رياضات تناسبهم.
الفضاء العمومي كمجمع مركب لكل هذه الحاجيات للرجال والنساء كبارا وصغارا، بات منذ زمان ضرورة ملحة للسكان المقيمين وليس من باب الكمال.
ذلك أن غياب مثل هذه المرافق، جعل معظم الموظفين بمختلف القطاعات بما فيها العمومية والحرة، مضطرين للتنقل يوميا بين مركز أولاد أفرج حيث مقر عملهم ومدينة الجديدة حيث يسكنون. يحضرون للعمل بالمركز صباحا ويعودون لسكناهم بالجديدة مساء.هذا الواقع الأليم، جعل الراغبين في الفرار من الإقامة بالمركز حتى من السكان الأصليين يتضاعف.
فهل عجز أمناء الشؤون المحلية والإقليمية عن توفير شروط الإقامة لجميع شرائح المتجمع بالمركز؟
و هل عجز هؤلاء حتى على جلب مستثمر والترخيص له بإقامة مطاعم ومقاهي وألعاب يؤدى عنها بهذا المركب، فيفيد ويستفيد؟.
إن واقع مركز أولا أفرج لمشجع على الهجرة منه لا إليه. في حين هذا المركز أجدر بالعكس تماما، لو خلصت النوايا وغلب أولي الأمر هم المصلحة العامة على الهم الانتخابي الخبيث. فمثل هذه المشاريع والاستثمارات، هي أهون من نسج العنكبوت على رجالات بالبلدة أمثال الزين والزهراوي وغيرهم.