محمد عصام//
صدفــة وبغير قصـد ودون حسبان، وجدت نفســي أتجــول يومـا بأزقـة ودروب المركزين وفي وقت واحد. دخلت مدينة حد أولاد أولاد أفرج، فخلت نفسي بقرية بساحل العاج أو بوركينافاصو، خيام وقصدير لمحلات تجارية تحتها عرضت بضائع متنوعة للبيع، الكراويل تحجب عنك رؤية الشمس، الأزبال والقادورات تحييك بكل مكان، البؤس باد على محيا السكان، المدينة تبكي وتنوح بأزقتها وشوارعها ومظهرها وسكانها ومرافقها العمومية ومحلاتها التجارية وغيرها، الكل يبكي الحي والجامد. الوحيد الذي يضحك من حمل نفسه مسؤولية تسيير الشؤون المحلية لهذه المدينة، يضحك على الكل، لأنه وحده المستفيد من الصفة، وحده الغير المتضرر لعدم الإقامة بالمدينة المنكوبة.
وفي نفس اليوم تجولت بدروب وشوارع قرية خميس متوح، فوجدت المفارقة غريبة والمقارنة عجيبة، هذه القرية تنبض بالحياة، شوارع تضاهي شوارع الرباط العاصمة، أزقة نظيفة، مرافق عمومة تنبض بالحياة، تلمس ابتسامة الجماد وابتسامة الأحياء. النهضة حاصلة رغم قلة الموارد وضعف التموقع الجغرافي … عكس مدينة أولاد أفرج، الموقع الجغرافي مشجع على الإقلاع، جداب للاستثمار والإقامة لو خلقت الظروف المساعدة على ذلك، دقائق تربطك بمدينة سطات ودقائق تصلك بمدينة الجديدة ودقائق تجدك بالمعلمة السياحية والتاريخية بولعوان … الانفتاح الجغرافي على المراكز المحيطة : زاوية سيدي اسماعيل، ثلاثاء أولاد حمدان، خميس متوح، ثلاثاء بولعوان، سبت أولاد بوعزيز، جمعة الحوزية، أربعاء العونـات، جمعة بني هلال … مؤهل قوي لتتحول أولاد أفرج إلى مدينة تضاهي برشيد وسطات وسيدي بنور وآزمور وغيرها، لو وجدت الأيادي الأمينة بديلا للأيادي الخائنة.
وإن الفضول الإعلامي والغيرة على البلاد والعباد بهذه الربوع الطيبة من المملكة الشريفة، يجعلني أعد القراء بتخصيص حيز مهم لتناول ماضي وحاضر ومستقبل هذين المركزين بالدرس والتحليل في الأيام القليلة القادمة.