لسان الشعب//

تعد مهنة المفوضين القضائيين، المهنة الحرة الوحيدة المحسوبة على قطاع  العدل التي تستمر تعاني ”الحكرة” في كل شيء. المهنة التي لا يعرف ممتهنوها معنى الراحة. المهنة التي تفرض أحيانا على أصحابها العمل طول النهار وطول الأسبوع. المهنة التي تشهد كثرة الحركة وقلة البركة. المهنة التي تصرف أتعابها لتصريف إجراءات المحاكم. المهنة التي ما تزال تطالب فقط بالكفاف والعفاف. المهنة التي عجزت عن فرض وجودها وانتزاع حقوقها. المهنة التي لم تجد بعد الطريق للي الذراع إليها ليستمع إليها والاهتمام بها ومعاملتها المعاملة المناسبة لمقامها تشريعا وإدارة.

     اليوم تطالعنا صفحات التواصل الاجتماعي، على حراك يجري ضد خطإ قضائي في تطبيق القانون، مس بحريـة عضوين بهذه المهنة تابعان لمحاكم طنجة. لم يستسغ المفوضون القضائيون وكتابهم هذا الخطأ المهين للمهنة والمحتقر لما تنجزه من عمل. يعتقدون أنه لو كان في النازلة مهني آخر غير منتسب لمهنتهم، لما تجرأت النيابة على المتابعة ولا القضاة على الحكم بمثل هذا الحكم. يتساءلون لماذا تهون حرية المفوض وكاتبـه، وهو ما اعتبروه ”الحكرة” الموجبة للاحتجاج والنضال ضدها. جعلوا من يوم الجمعة 27/12/2019 من عروسة الشمال مدينة طنجة يوما وطنيـا للاحتجاج من أجل التغيير تحت شعار ”نكون أو لا نكون”. هذا احتجاج ونضال مشروع. الغير المشروع أن تغمض الجهات المسؤولة عينيها وتصم آذانها عن الرؤية والسماع والتفاعل للاستجابـة.