محمد عصام//
يسميها الغرب دبلوماسية، ويسميها الشرق نفاقا، لطالما تحلى بها رئيس إدارة ما والنقابة المنبثقة من داخلها على مضض، إدراكا منهما أنه بدونها –الدبلوماسية- لن يتعايشا، ويطيرا بتسيير الإدارة بعيدا عن باقي المكونات المساهمة فيه بقوة، يتغنيان نفاقا وبلا خجل، نحن جناحان بهما يطير تسيير إدارة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة، وغيرنا إضافة بلا معنى، وحاشية بلا قيمة، لطالما صعدت حقيقة الفساد إلى الأعلى كما يصعد الزيت المختلط بالماء بتفجير حوادث وفضائح هنا وهناك وهنالك سرا وعلنا بالإدارة المومأ إليها، فاضطرت هذه الأخيرة لإصدار أقصوصة سمتها بـ: “بلاغ تنويري”، يوحي بوجود كارثة في التسيير ليس إلا، إذ لا دخان بدون نار، ولا داعي لحجب الشمس بغربال، فالفساد مستشري بالإدارة، وإصدار أقصوصة على شاكلة البلاغ الآتي حالته: المذيل بنقطة تفيد أن الإدارة ستلجأ إلى المساطر القانونية ليكشف النقاب عن الجهة التي عملت على نشر رسائل إلكترونية مجهولة تدعي أنها من الوكالة، وتطالبهم من خلالها بإرسال وثائقهم الضرورية إضافة لإيداع مبلغ 300درهم في حساب بنكي خاص.. وما عَلِمَ مُصْدِرُ البلاغ أن سببه ناتج عن الهشاشة في التسيير، وان القراءة التي يمكن تنزيلها بخصوص هذا البلاغ، هو أن الإدارة المعلومة أرادت إثارة الانتباه بهدف غض النظر عن فضائح التشغيل بالإدارة والتي تطرقت لها “لسان الشعب” في المقالات السابقة..
وموازاة مع البلاغ أعلاه، كان على الإدارة أن تصدر بلاغا تلتمس من خلاله العذر من المرشحة التي اجتازت امتحان ولوج عمل بالوكالة، وفازت بمنصب عن جدارة واستحقاق، فتم رفضها بدون مبرر، مما حدا بالمتضررة إلى مقاضاة إدارة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، فكانت النتيجة حكم نهائي يقضي بإرجاعها إلى عملها مع أداء مستحقاتها من تاريخ نجاحها في المباراة..
إنها خسائر جسيمة تثقل كاهل ميزانية الدولة، سببها العقلية البرغماتية التي تطفو على مُخّ الرأس الرئيسي للوكالة والنقابة المنبثقة منها، وأقر بذلك ضمنيا القضاء الإداري، لما فند زيف إدعائهما وقضى ضد توجههما.. ولنا عودة إلى الموضوع لاحقا..