ضاعت هيبة جهاز قاضي التحقيق باستئنافية الجديدة، أمام سلطة ونفوذ وجاه رئيس الجماعة الحضرية بذات المدينة، خصوصا أمام تخلف هذا الأخير عن الحضور صباح هذا اليوم للمرة الثانية على التوالي، وبدون مبرر يذكر، في الوقت الذي سبق أن كان فيه الجهاز المذكور، نموذجا عبر ربوع المملكة، وذلك إبان الأستاذ “خليل جليل” الذي غادر محاكم الجديدة وبقيت شاهدة على حنكته وحصافته وتبصره وجرأته في القرارات، كلما كان الظالم صاحب مال وجاه ونفوذ. تاركا وراءه اجتهادات دامغة وتعليلات ذات جودة عالية، إذ كان أول قاض في المغرب أمر بتنزيل مضامين المكالمات الهاتفية في الملف الشهير للمحامي البطل الذي فبرك ملف الخيانة الزوجية..
وعودة إلى الموضوع، تحدث المطالب بالحق المدني المستشار المبعد ” محمد الشاون” ل “لسان الشعب” بنبرة من الحسرة والاستياء قائلا: والله ما بقيت عارف فين أنا واش بصح كنعيش في دولة الحق والقانون، أم أننا نعيش في عصر السيبة وقانون الغاب؟ مستنكرا في الوقت ذاته، المعاملة التفضيلية التي يحظى بها الرئيس المعلوم، رغم خطورة الأفعال المرتكبة من قبله، وأضاف في يم تصريحه أن تهرب الرئيس من مواجهته بحجج دامغة، يوحي أنه يستهتر بمصالح العباد والبلاد ولا يحترم القانون والقضاء، مردفا أن حضوره كمطالب بالحق المدني دون أن يحضر المشتكى به رغم إشعاره، وعدم إتخاذ الإجراءات القانونية في حقه، يوحي أيضا بوجود انحياز تام في ظل تغني الدولة بالديمقراطية والحقوق الانسان والمحاكمات العادلة والكل سواسية كاسنان المشط أمام القانون..