محمد عصام//
يسألونك عن الحق…؟ قل في مقبرة العدل.
يسألونك عن القانون…؟ قل هو في يد الكبار مثل دمية في يد الصغار..
يسألونك عن الكرامة…؟ قل هي تحت أقدام الأرذال …
يسألونك عن الخير…؟ قل أصبح سريع التبخر..
يسألونك عن الشر…؟ قل ساد وطغى..
معشر القراء..
كلمة الحق أصبحت سلعة بائرة، ممنوعة، ممقوتة، مرفوض رواجها بين العباد، كرواج المخدرات، من عرف بها وكانت رأسماله، تعرض للمحاربة، والمطاردة إلى أن يقتل أو يلقى عليه القبض فتجهز له التهم ويحتفل أعداؤه بميلاد الأحكام. وكلمة الباطل، أصبحت صلاة يتعبد بها، كلما ازداد أصحابها براعة واكتسب.. ازداد أنصاره عددا لخدمة كل الأجهزة.. ولعل جريدة الحداد الذي يشتغل بإحدى معامل الجرف الأصفر الذي صنعه حثالة القوم بالجديدة من أجل الاستفادة من اميته الزائدة، التي بواسطتها “الأمية” امتطى صهوة علاقات مشبوهة مع من يريدون التغطية على فساد قسم بعمالة الجديدة بل يطبلون ويزمرون به أصحاب الحال، عوض فضح فسادهم..
معشر القراء..
من نتائج ذلك، نحصد الخرب، اقتصادا وسياسة واجتماعيا.. ونقترب إلى السفح سقوط من قمة الجبل، فيختلط الليل بالنهار والصفاء بالغمام، فيسود الظلام رويدا رويدا.. فهل نحن عارفون بالمصير؟ أسألوا التاريخ، ففيه الأمثال، ومنها تأخذ العبر.