محمد عصام//
إن كانت حرية التعبير وحرية الرأي، قيمة من أسمى القيم، التي تستحق من الصحفي النصرة والاحتضان، الرعاية والتبني، فيصعب على هؤلاء نقد أو انتقاد بعض رموز هواة التغني بهذه القيم واستغلالها كلما سنحت الفرصة، وكلما أينع رأس رمز وتصرف تصرفا لا يروق الرجل، الصحفي المقتدر لا يراوده الشك، وهو يستمع ويشاهد مستملحات الفايسبوكيين المتواجدين خارج التراب الوطني في إدراك المبالغة والتحامل المجاني أحيانا..
إن أفعال العقلاء تصان عن العبث، فما عسى عقلاء المغاربة ينتظرون في تبني الرجال المتواجدين خارج التراب الوطني لخط النهش ورموز مؤسسات الوطن؟
إن القَدرَة والمقتدرة من رموز مؤسسات الوطن، يعرفها الشعب بعامته وخاصته، لذا ترى الشرفاء العقلاء يصمتون تجاه خرجات هؤلاء الفايسبوكيين المتواجدين خارج التراب الوطني وأمثالهم الذين يزودونهم بأخبار لا أساس لها من الصحة، إذا همت شخصيات مقتدرة مروءة لا إِمْعَة ولا تقبلا، لكن ربما هذا الصمت خاله هؤلاء الفايسبوكيين المومأ إليهم، ومن على دربهم تصفيقا حارا، بل عصابة منظمة تنشط بين الدار البيضاء والجديدة وسطات لفائدة خونة الوطن الذين هم خارج التراب الوطني..
إن حَــــيْـــدَ هؤلاء الخونة عن الخط في الهجوم على بعض سياسيين، وإلى تعميم العويل ليشمل بعض قضاة محاكم الجديدة وبعض رموز الدولة من قبل بعض السماسرة تنشط في إطار الجريمة المتخلفة من طرفهم وفي نظرهم..
والحال كما ذكر، والهدف الذي يرمقه الشعب المغربي من استقلال القضاة عن مؤسسة وزير العدل، ويصبرون على نجاحهم العقلاء، يمتصون المحتمل من هفواته وحتى أخطائه، ويرفعون من قدر نجاحاتهم، يشفعون للصمت والانتظار، وإذا جُــــبل المرء على النهش، فبالحسنى، عوض امتطاء صهوة التسجيلات الملغومة والتقارير المزيفة التي شارك فيها بعض المندسين في مجال الوظائف المغشوشة..
ومعلوم أن مصادر الأخبار في جوهرها صفاء ونقاء، وإذا ما حام حولها الصالحين تزداد حسنا وجمالا، وعكس ذلك، إذا ما تولى أمرها أشرار وفاسدون يسود لونها ويغيب بريقها.. ونسوق في هذا المقام أستاذ جامعي الذي شارك في مس بعض القضاة لإدانة ابنه الذي اغتصب طالبة، بالإضافة إلى شخص آخر يدعى أنه صحفي وحقوقي، والحال أنه أمي لا يفقه شيئا في ذلك، وقام بتزوير محرر رسمي للسطو على أملاك بعض اليتامى..
إن خنجر الوطنية مسموم يا حثالة القوم، فلم يقبل المغاربة استعماله واستمرار الإمعان في استعماله لتحقيق النتيجة المعاكسة للإضرار بالوطن ورموزه..
إن الذي يعادي القضاء النزيه بالجديدة، من داخل وخارج أرض الوطن، يتميز بعدائه للوطن، شره غير محدود، يفهم العالم والأمي أن بعض الفايسبوكيين المتواجدين خارج التراب الوطني كلامهم مجرد كذب وافتراء، وغايتهم جلب السماسرة لأداء فواتر قصد الدفاع عن فسادهم، بل من أجل الحصول على أموال يمتص من كذبها وهفواتها..
أما ابن الوطن وحبيب الوطن، فيصعب سر تسديد الضربات غير الواقعية التي وجهها إلى قاض مشهود بالحنكة والحصافة والتبصر، فالمسؤولين القضائيين بالجديدة (الرئيس الأول، رئيس المحكمة الابتدائية، الوكيل العام، وكيل الملك) أوفياء للوطن وأذكياء، لا يستمرون منخدعين، فقد يدركونه بحذقهم وعفويتهم الصادقين في صدقهم.. والقاضي لا تناقش أسراره الوهمية، بل تناقش قرارته المشلولة وأحكامه المسمومة وتعليله الفاسد الذي يوازي انعدامه، فقلما تجد قاضيا نزيها وذا سلوك فاسد، وقلما تجد قاضيا فاسدا وذا سلوك حسن، الرذلتان غالبا ما تجتمعان في النفس الخبيثة، الفاسد في الأمانة بالارتشاء والانحياز والممالاة، والفاسد في الخلق بتحقير الناس وإهانتهم وتقليل من شأنهم، فإذا كان من الصعب، اتباث ارتشاء القاضي من التفنن في قبضها والدفاع عنها بأحكام أو قرارات مشلولة، فإنه من السهل معاينة قبح تصرفاته وحركاته بقاعات الجلسات خاصة وخارجها أحيانا.. وللحديث بقية..