مأساة مزارعي العرجة

بقلم د/مصطفى توفيق

 

بحلول ل18 من شهر مارس ، جمع المزارعون المغاربة كل ما في وسعهم بعد أن وجهت لهم السلطات الجزائرية إنذارًا نهائيًا لمغادرة منطقة حدودية بالقرب من فجيج، كانوا قد زرعوها لأجيال. إنهم ضحايا الحدود الاستعمارية التعسفية من ناحية النظام الجزائري المعادي للمملكة المغربية الشريفة.

يوم حداد في فجيج، اضطر من خلاله المزارعون لمغادرة أراضيهم التي زرعوها منذ قرون، حيث نزل الناس إلى الشوارع في فجيج للتعبير عن غضبهم، وأراد بعضهم مواصلة المسيرة إلى منطقة العرجا التي طردتهم منها السلطات الجزائرية.

في منطقة العرجا بالقرب من مدينة فجيج الحدودية ، قام عشرات المزارعين بزراعة أشجار النخيل ومحاصيل محلية أخرى على الضفة الأخرى من النهر حيث طلبت منهم السلطات الجزائرية ومسؤولو النظام العسكري الجزائري المغادرة وإلا تعرضوا للاعتقال.

أثار طرد الفلاحين المغاربة ذكريات مؤلمة لما يسميه المغاربة بالمسيرة السوداء عندما طرد الرئيس الجزائري هواري بومدين أكثر من 300 ألف مغربي وصادر ممتلكاتهم.

أثار المحللون حق الملكية الخاصة التي لا علاقة لها بترسيم الحدود، ما هو على المحك في منطقة فجيج هو حرمان المزارعين من الوصول إلى ممتلكاتهم الخاصة من قبل السلطات الجزائرية.

تشير إجراءات النظام الجزائري العسكري إلى محاولات محتملة من قبل النظام لإثارة التوترات مع المغرب في محاولة لصرف الانتباه عن أزمة الجزائر السياسية الداخلية وأيضًا للتغطية على الانتكاسات الدبلوماسية المتعددة التي عانى منها في قضية الصحراء المغربية.

كما أدت الاستفزازات الجزائرية قرب تندوف بأصوات مغربية تدعو إلى إعادة النظر في ترسيم الحدود و المطالبة بالصحراء الشرقية ، فبعد استقلال المغرب ، لم يتم التفاوض بشأن الحدود الشرقية مع فرنسا التي استمرت في بتر الأراضي من المملكة المغربية الشريفة وربطها بالجزائر الفرنسية.

تم التوصل إلى اتفاق بين المغفور له بطل التحرير الملك محمد الخامس والحكومة الجزائرية المؤقتة في وقت عرضت المملكة أراضيها كقاعدة خلفية للمقاومة الجزائرية، لكن المجلس العسكري همش السياسيين واستولوا على السلطة في الجزائر العاصمة، ثم بدأت سياسة التوحيد الإقليمي تتجلى في القادة العسكريين الثوريين الذين ظهروا كصناع ملوك في الجزائر ، مما أدى إلى اندلاع حرب الرمال ، وهو صراع منخفض الحدة اندلع في منطقتي تندوف وفجيج.

اقرأ السابق

سلوك الراعيان الألمانيان تشامب و ميجور

اقرأ التالي

احد رموز القضاء المغربي في ذمة الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *