
محمد عصام//
المصائب لا تأتي فُرَاضَا، وكثيرا ما يقف وراء هذه المصائب شخصيات وازنة تبقى بعيدة من أن تكون أهل الحل، وينجون منها غالبا، وتسقط على رؤوس الأبرياء الفقراء، فمصائب قوم عند قوم فوائد..
ومن صور ذلك في مقر درك خميس متوح بإقليم الجديدة، أرواح مغتالة في التراب التابع لنفوذهم دون أن يطال المجرمين أية عقوبة..
ونسوق في هذا المقام، قضية تتعلق بشخص تم اختطافه ليلا من المعمل المعروف بـ: “حمر الراس” المتواجد قرب بولعوان، ثم قتله، فدفنه بالرحامنة الصخور. والذي كان سببا في كشف لغز هذه الجريمة، هو راعي الغنم الذي يعيش بذات المنطقة موضوع دس الجثة تحت التراب والتي وجدها عبارة عن هيكل عظمي..
وقعت كل هذه الوقائع من قبل مافيا المخدرات التي تقطن وتعيش بنفس المنطقة التابعة ترابيا للدرك المعلوم، في إطار تصفية الحسابات، لكون المختطف والمغتال هو الآخر يتاجر في المخدرات وله عدة سوابق عدلية، وغاية هؤلاء القتلة، الاستحواذ على الأسواق المنتشرة والمتاخمة لمنطقة الخميس متوح..
وأمام هذه المعطيات المفضوحة، والتي تتجاذبها أطراف الحديث في المقاهي، في الأسواق، في الحمامات.. لم يتم التحقيق من أجل الوصول إلى خيوط الجريمة، لكون بعض المحققين متورطين إلى جانب القتلة أصحاب الأسواق المحظورة دينا وشرعا وقانونا.. وطبيعي أن يعرف هذا الملف تحايلا على القانون لانتزاع التعليمات من النيابة العامة وفق مزاجهم ولفائدتهم.. وعائلة المغتال رحمه الله تبكي و”تُنَوِّحْ” وتطالب بالإنصاف، وهو الموضوع الذي ستعرضه قناة “لسان الشعب” عبر اليوتوب لاحقا بالصوت والصورة في إطار برنامجها “اعطيني حقي” والذي سنكشف من خلاله عن المجرمين الحقيقيين، لكيلا يتم إفلاتهم من العقاب.. “الروح عزيزة عند الله “..
يا للعار.. يا للهول.. يا للجرائم البعيدة عن الاستيعاب.. ما هذا؟ وأي عصر نعيش فيه اليوم يا بشر؟ لقد صارت جرائم القتل مباحة بمنطقة اخميس متوح، فالقاتل تجده يصول ويجول أمام أم أعين درك المنطقة، ولا قدرة لهم على إيقافه، لكونهم محط فيديوهات تفضح ماضيهم وحاضرهم اللئيم الذي يتنافى والحفاظ على قيم وتقاليد هذا البلد العظيم..
ولعل خطورة القضية وحساسياتها والغضب الذي يختلج صدور سكان المنطقة، جراء هذه الفضيحة المدوية، لا ثقة لهم في التحقيق والإنصاف من قبل درك خميس متوح، لكونهم ليسوا بغافلين بقدر ما هم مشاركين في ذلك..
وعلى ضوء ذلك، تتجه ثقة الساكنة نحو إعطاء تعليمات إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بهدف كشف المستور، ليرتاح بالهم بوضع النقط على الحروف بدل توظيف أسلوب التحريف..