عائلة المرحومة “حليمة” تستنجد بالمحامي الأول وتطالب بفتح تحقيق في القضية

محمد عصام//

وصلت الوقاحة ببعض الأطباء إلى تقبل الاستحمار، بجعل ظهرها مطية للأشرار، لا عهد لهم، لا مروءة ولا اخلاق. هم لصوص يمشون بين الناس يتحينون الفرصة والغفلة للاغتناء على حسابهم. مهنة الطب بالنسبة لهم وسيلة للسرقة وفرصة للمصالح الخاصة وفرصة لكسب ثروة. هذه الحثالة عديمة الأخلاق، لا تعنيها المصلحة العامة البثة. والغريب ان هذه الحثالة مكشوفة مفضوحة، ولا تتورع في الخروج للناس بالوجه “القاصح” الفاقد للحياء، وسبحان الله لا يقدر المرء على تحمل دقيقة أو دقيقتين من الصبر وهو يحتضر على فراش الموت. “الله يلعن لي ما يحشم”..

للتو توصلت “لسان الشعب” يوم الجمعة بخبر يفيد عدم تقديم المساعدة لشخص في خطر من قبل بعض أطباء إدارة مستشفى محمد الخامس بالجديدة، السيدة “الحرش حليمة”، هذه السيدة تعرضت لوعكة صحية تثمثل في قصور كلوي حاد، نقلت على إثره من مستشفى الزمامرة إلى مستشفى الجديدة للعلاج، وفور أن حجت إلى هذا الأخير وجدت طبيبة تدعى “حجي” التي ألزمت أن علاجها يستدعي استعمال أنبوب صدري من أجل تصفية الكلي، والرجوع يوم الاثنين رغم أن حالتها مستعجلة، في الوقت الذي كان عليها إلزاما أن تحيلها على قسم الإنعاش بالمستشفى المذكور..

وأمام هذا، لم يجد أحد المحسنين بدا، من نقلها إلى مصحة الضمان الاجتماعي، فتم استقبالها من قبل الدكتورة المسماة “كنز الدين” التي عرضتها على قسم الإنعاش لخطورة الحالة المرضية، لكن لم تجد لها مكانا بهذا القسم، فاضطرت إلى إرشاد عائلتها بالعودة إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس، فرفض الطبيب قبولها بدون وجه حق، الأمر الذي حدا بهذا المحسن الكريم والفاضل إلى نقلها نحو مركز تصفية الدم (Catheter Tunilise) حيث يشتغل الدكتور “المعروفي“، وأثناء الفحص استنتج أن المرأة المريضة في حالة جد مستعجلة تستحق أن تكون في قسم الإنعاش قبل الخضوع لعملية تصفية الدم، لعلمه المسبق أنه بمجرد خضوعها للعملية ستغادر الحياة إلى مثواها الأخير..   

الحالة المؤلمة الجارحة لخواطر عائلة المرأة، هي نقلها مرة أخرى إلى مصحة تعدد الاختصاصات (AKDITAL). فطولب منها دفع مبلغ مالي باهظ قدره (2500درهم) غير متوفر لديها، وغير قادرة على سداده، والذي يتنافى والأثمنة بمصحات أخرى التي لا يتعدى سعرها (600درهم) للحصة، في الوقت الذي كان على إدارة المستشفى الإقليمي أن تقوم بذلك، انسجاما مع مرامي عاهل البلاد، الهادفة إلى التغطية الصحية المجانية..

وهنا وقعت الواقعة، والذي كان سببا في وفاة المرحومة “حليمة”، هو جشع طبيب قسم الإنعاش المدعو “لمريني” المكلف بالسهر على صحة المواطن بالقسم المذكور، الذي رفض الحضور إلى المستشفى لعلاج المرحومة، لكونه كان يشتغل بإحدى المصحات الخاصة ليلا، في الوقت الذي كان ملزما عليه عدم مغادرة مقر عمله، فتُركتْ “حليمة” رحمها الله حبيسة قسم المستعجلات، ولما تم تهديده من طرف أحد الفاعلين الجمعويين بالكشف عن فضائحه والصدح بإجرامه الذي يستدعي عدم الإفلات من العقاب، وفق الثابت في تصريح سائق سيارة الإسعاف المدعو “محسين”، حضر على  الفور والساعة تشير إلى الواحدة ونصف ليلا،  وتزامنا مع حضوره وافتها المنية إلى مثواها الأخير..

تابعت “لسان الشعب” هذا الحادث الخطير للغاية، من أجل موافاة الراي العام بتطوراته وتداعياته، الجميع يعرف فساد أطباء مدينة الجديدة، اللذين لم يدركوا أن المهنة محروسة، ولن يسمح لهم بالسرقة بين أحضانها.. فامتطوا صهوة المصحات الخاصة، وتركوا عملهم بالمستشفيات العمومية  وراتبهم شهري على حساب رقم التأجير فقط.. ولتذهب حياة المواطن الدكالي إلى الجحيم..  

والغريب كل الغرابة، اقتحام مندسين في ميدان الطب، متقمصين شخصية الطبيب المحنك والنزيه لصيد طرائده من الزبناء ونهبهم  بالاشتراك مع ثلة السماسرة…

وعلاقة بالموضوع، أدرك أفراد عائلة المرحومة، أن لا وجود لسلطة تحميهم وتنصفهم، فاستغاثوا بالمؤسسة الملكية، وبذلك يكونوا قد أحسنوا صنعا بمخاطبة جلالة الملك مباشرة وهم على يقين من الاستجابة، وخصوصا وأن الاستغاثة بعاهل البلاد من قبل المظلومين أصبحت عرفا ملزما لدى المغاربة، كل ما عجزت السلطات المحلية أو المركزية على اتخاذ اللازم في قضية شابها الظلم..

وحتى لا يطال هذه المادة الإعلامية التأويل ويصيبها في مقتل سوئه.. وحتى لا تمتد رائحة هذه السمكة “الشرذمة” وتخنق أروقة “قَسَم أبا قراط”، فإن المواطن الجديدي يحيي بكل إجلال كل النزهاء، أطباء وممرضين وتقنيين وغيرهم من ذوي الأيادي البيضاء الذين لا علاقة لهم بما سلف ذكره..

اقرأ السابق

النيابة العامة باستئنافية الجديدة تقرر إعادة الملف وأطرافه إلى حين انتهاء مدة العجز عن الحضور بشهادة طبية وهمية

اقرأ التالي

جرائم شنعاء بطلها مدير وكالة القرض الفلاحي بسيدي اسماعيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *