محمد عصام//
ثلاثة أيام وثلاثة ليال، كانت كافية لتمر على عمر مقالة للرأي العام حول مجرد بوليسي مرور في أعين الناس طاغية، لتكشف عن حجم الإمتعاض والسخط والتذمر.
لما ارتأت الجريدة أثناء معالجة الخبر، جس نبض حجم الضرر بالإعلان عن فتح لائحة للساخطين، جاء التعبير السريع المنهمر كالمطر على الجريدة بتأكيد ماورد بمقالة “انتباه !عنصر بالشرطة الحضرية بالزمامرة نقطة سوداء” والكشف عن الجاري التحضير له بخفاء ويتمثل في تنظيم أصحاب “البيكوبات” و”الخطافة”….. سلسلة من الوقفات الاحتجاجية ضد سلوك البوليسي المدعو “البهجة” .
وأردف المتصلون يكشفون، أن سائقوا البيكوبات والخطافة خاصة، يوميا قبل الخروج من منازلهم لزوما يضعون صحبة أوراق السيارة ورقة نقدية من فئة 50 أو 100 درهم، وينصح بعضهم البعض ” لما يوقفك البهجة لا تسلم له أوراق السيارة بل الورقة النقدية، انه يفهم من تسليم الأوراق تحدي العرف ويسرع الى نشر رقم السيارة ونوع المخالفة باشي ربيك على مر اخرى!” بهذا السلوك تمر أيام هؤلاء البؤساء “النقالة” للبضائع والبشر، “البهجة ” جزء من همومهم، كابوس يفكرون فيه أكثر من باقي صعابهم ومشاكلهم.
الغريب الذي أماطت الجريدة عنه اللثام أن الجريدة لما اتصلت تستطلع الجهات المسؤولة بالزمامرة حول الشائع عن البوليسي المدعو “البهجة” لم يفض لها إلا بالامتعاض من هذا الموظف البسيط في سلم الأمن- لا حول ولا قوة الا بالله- الناس ممتعضون متدمرون وصامتون… لا يجرؤون على تغيير المنكر باللسان.. مكتفون بالوسيلة الأضعف “القلب”.
إن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
من يمثل الناس بالزمامرة بالدرجة الأولى، أليس المنتخبين.. لماذا هؤلاء رؤوسهم في الرمال، يوميا يشتكى اليهم ويطلب منهم التدخل والنصرة تجاه هذا البوليسي- الطاغية، ولا يزيد حراكهم عن مناشدة الزعيم – رئيس المفوضية- بالتدخل، وغالبا ما يرجع اليهم الجواب ” هذاك الشلاهبي مايسمع خالق لينا ديما المشاكر.. “. أليس بإمكانهم فعل شيئ آخر !؟
انتظروا أيها المنتخبون حتى يخرج منتخبوكم ليحلوا محلكم في التمثيل. ايصال الرسالة للجهات العليا عبر الوسيلة الدستورية ملاذهم الأخير ” الاحتجاج” “الاضراب” “المسيرات” … آنئذ ستتسابقون للتضامن والاستنكار وفعل المستحيل للحفاظ على الأصوات أو استثمار الحدث لجلب الأصوات الشاردة! أين الوطنية؟ أين الانسانية؟ أين الأمانة؟… قبل المصلحة !
اتقوا الله في الناس، واهتموا لهمومهم، و لا تجعلوهم مجرد سلاليم لكراسي المسؤولية.