بقلم د/مصطفى توفيق///
نقرأ في مقال نشر على صفحات “دي نورد افريكا بوست” بتاريخ 17 مايو 2921 تحت عنوان ” الجزائر ترسل شعارات فارغة للفلسطينيين بينما المغرب يرسل مساعدات” ، و المقال مفاده أن وسائل الإعلام الجزائرية انخرطت في سلسلة من الشعارات الفارغة للتضامن مع الفلسطينيين في وقت أرسل المغرب 40 طنا من المساعدات الطارئة للضفة الغربية وغزة، حيث انخرط النظام الجزائري ، الذي أعمته معاداة السامية المستوطنة ، في خطاب مناهض للمغرب غالبًا ما يستحضر قرار الرباط باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب باعتباره خيانة للفلسطينيين، هذا هو الخطاب و هذه هي الشعارات الفارغة التي ترسلها الجزائر إلى الشعب الفلسطيني في أوقات المحن و الأوقات الصعبة، هكذا يتضامن النظام الجزائري مع الفلسطينيين شعارات فارغة و أقوال و تصريحات جوفاء لإظهار التضامن مع الفلسطينيين.
أوضح المغرب خلال وبعد الاتفاق مع إسرائيل لاستئناف العلاقات الدبلوماسية أنه لا يزال مرتبطًا بحل الدولتين وحقوق الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، حيث قاد المغرب ، الذي يرأس ملكه لجنة القدس ، جهودًا للدفاع عن شخصية وهوية القدس الفريدة كمدينة مقدسة للأديان الثلاثة وعارض كل محاولات تغيير طابعها الحضاري، وتماشيا مع موقفه الثابت الداعم للحقوق الفلسطينية المشروعة ، أمر الملك محمد السادس بشحن 40 طنا من المساعدات تشمل مواد غذائية وأدوية وأغطية إلى سكان قطاع غزة، وفي الوقت نفسه ، فإن النظام الجزائري و السباحين في فلكه وأنظمة الحرب الأخرى، التي تستخدم القضية الفلسطينية لكسب الدعم المحلي لحكمها الاستبدادي بين شعوبها قد ركزت على خطاب فارغ لا يجلب الدعم للفلسطينيين ولا يساعد في دفع عملية السلام إلى الأمام.
المغرب ، دولة عمرها قرون ، دائما مع القضية الفلسطينية ، و الاعتصامات والمسيرات التي شهدتها المدن المغربية تدل على أن المغرب تابث في مواقفه تجاه قضية فلسطين العادلة، و قرار استئناف العلاقات مع إسرائيل و تسهيل الرحلات الجوية لفائدة مليون شخص يهودي من أصل مغربي هو قرار سيادي تم اتخاذه لخدمة المصالح العليا للمملكة المغربية الشريفة